اغتيال آخر الخلفاء الراشدين
ما يجري الآن علي أرض النجف، والدماء التي تسيل هناك ليل نهار حول مرقد الامام علي، وعشرات الدبابات والطائرات التي تقصف ضريح الامام، والتي أصابت جدرانه بالفعل، وأحدثت فيه أضرارا بالغة.. كل ذلك يذكرنا بالامام العظيم.. ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وزوج فاطمة الزهراء، ووالد الحسن والحسين..
لاشك أن مرقد الامام علي الذي تجري من حوله المذابح البشعة من قبل الحكومة العراقية وقوات الاحتلال، يثير الأسي.
فهذا المرقد ليس مقدسا بالنسبة للشيعة فقط، ولكنه أيضا مقدس بالنسبة لأهل السنة أيضا، فهو الذي قال فيه الرسول الخاتم:
'من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله.
ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله'.
وقال عنه أيضا:
أنا مدينة العلم، وعلي بابها'
و.. ما أكثر الأحاديث النبوية في مناقب الامام.
* * *
وأرض النجف لها تاريخ عريق.. فهي أرض ملوك الحيرة، وكانت علي عهدهم مليئة بالقصور والحدائق، والأديرة.
وقد أوصي الامام قبل رحيله كما يقول البعض أن يظل قبره مجهولا حتي لايكون عرضة لعبث العابثين.
ويقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي حفر عشرات القبور بحثا عن قبر الامام!
مهما يكن من شيء.. فقد اعتني هارون الرشيد بقبر الامام، ثم توالت عليه الاصلاحات حتي صار بالصورة التي هي عليه الآن.. وأصبح مكانا مقدسا لدي الشيعة.. كما أن كل المسلمين يكنون لهذا المكان الذي يضم جسد الامام الشهيد كل تقدير لأنه من آل البيت، وحب آل البيت فرض كما قال الامام الشافعي رحمه الله.
* * *
يا آل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
من لم يصل عليكم لاصلاة له
ولنعد إلي الوراء..
إلي أيام الامام علي بن طالب كرم الله وجهه..
فمواقفه مشهودة في أيام الرسول، فهو أول من أسلم من الصبيان، وهو أحد فرسان الاسلام الذين لهم مواقفهم التي لاتنسي في كل غزوات النبي عليه الصلاة والسلام.
ولكن عندما آلت إليه الخلافة، صادف متاعب لاتنتهي.
فقد حاربته السيدة عائشة وطلحة والزبير وانتصر عليهم في معركة الجمل، ورد السيدة عائشة مكرمة معززة إلي المدينة.
وحاربه معاوية بن أبي سفيان، ولم ينتصر عليه إلا بالخديعة، فقد كانت خدعة التحكيم هي التي أوهنت من جبهته..
فعندما واجه معاوية في معركة 'صفين' وكاد ينتصر عليه، أمر معاوية جنوده برفع المصاحف علي أسنة الرماح طلبا في التحكيم.. تحكيم كتاب الله.. ورغم أن الامام حذر أتباعه من هذه الخدعة، إلا أنهم أصروا أن يحكموا كتاب الله، واختار معاوية عمرو بن العاص، واختار الامام علي أبوموسي الأشعري، واتفق كلاهما علي خلع علي ومعاوية، وأعلن أبوموسي ذلك، بينما أعلن عمرو بن العاص تثيت صاحبه.. ومن هنا بدأت الفتنة تطل بوجهها من جديد.. واحتدمت المعارك بين علي ومعاوية، وكانت مشكلة الامام أن جيوشه تناقشه في كل شيء.. بينما كانت جيوش معاوية مطيعة طاعة عمياء، حتي ضاق الامام بهم ذرعا، بل أنه أخذ المصحف الشريف ووضعه فوق رأسه وقال:
: اللهم أنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه (يعني المصحف) فاعطني ثواب ما فيه..
اللهم إني مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني علي غير طبيعتي وخلقي، وأخلاق لم تكن تعرف لي..
اللهم فابدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني.
اللهم أمت قلوبهم موت الملح في الماء'.
إلي أي حد ضاق الامام بهم ذرعا! حتي أنه دعا عليهم.
* * *
ومن الذين حاربوه الخوارج، وقد حاربهم الامام وهزمهم في (النهروان).
وقد اتفق ثلاثة منهم علي قتل كل من علي ومعاوية وعمروبن العاص.
والثلاثة هم عبدالرحمن بن ملجم، والبرك بن عبدالله وعمروبن بكر.
الأول قرر قتل الامام علي
والثاني قرر قتل معاوية
والثالث قرر قتل عمروبن العاص
وكان عبدالرحمن بن ملجم قد اشتري سيفا، وظل يسقيه السم أربعين يوما..!
ونجح الأول في قتل الامام، وفشل الثاني في قتل معاوية، كما فشل الثالث في قتل عمروبن العاص لأن عمرو تخلف عن الصلاة، وأناب عنه في الصلاة (خارجته) الذي قتله الرجل ظنا منه أنه عمروبن العاص.. وجاءوا به إلي عمرو فقال له القاتل:
والله ما ظننته غيرك.
قال عمرو: أردتني وأراد الله خارجة.. وأمر بقتله وأما البرك بن عبدالله فقد تكاثر عليه حرس معاوية، ولم يصب معاوية إلا اصابة خفيفة.
* * *
كان عبدالرحمن بن ملجم قد رأي امرأة بالغة الجمال اسمها قطام.. وكانت من الخوارج.. وعند وقع في هواها عبدالرحمن بن ملجم، اشترطت عليه أن يكون مهرها ثلاثة ألاف، وعبد وقبنه (جارية) وقتل علي!
وكان الامام قد قتل أخاها وأباها يوم النهروان.
* * *
يقول الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوي في كتابه (علي امام المتقين):
وفي ليلة الجمعة التي توافق السابع عشر من رمضان، صبيحة ذكري غزوة بدر، أغلظت قطام لابن ملجم فاتهمته بالجبن، وبأنه استكان إليها ولن يضرب عليا، وكان قد تزوجها، فطالبته بانجازه وعده، فأفهمها أن موعده الليلة.
وكان في المسجد هو وابن عمها، وشبيب بعدما عصبتهم قطام بالحرير فجلسوا مقابل الباب الذي ألفي الامام أن يدخل منه.
وقبل أن يخرج الامام إلي الناس قال لابنه الحسن:
: يابني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، فملكتني عيناي فنمت، فسنح (عرض) لي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت:
يارسول الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد (العوج والخصومة) فقال لي:
أدع عليهم.
فقلت:
اللهم ابدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني'.
ثم خرج كعادته ليوقظ الناس ويناديهم: الصلاة الصلاة، ثم يؤمهم في صلاة الفجر، فلما خرج من المسجد زعق الأوز في وجهه، فحاول الناس اسكاتهن فقال:
ذرهن.. فانهن نوائح!
فلما دخل الامام المسجد، ضربه شبيب فأخطأه، وضربه عبدالرحمن بن ملجم علي رأسه وقال:
الحكم لله ياعلي لالك ولا لأصحابك!
فقال علي
فزت ورب الكعبة..! لايفوتنكم الكلب!
فتكاثر الناس علي ابن ملجم لعنه الله، وهو يطوح بسيفه، فرموا عليه قطيفة وصرعوه وقعدوا علي الصدر، أما الأخران فقد هربا في الزحام!
فقال علي ودمه ينزف من رأسه فيخضب لحيته، وقد أخذ أصحابه ابن ملجم:
: احبسوه فإن مت فاقتلوه ولاتمثلوا به، وان لم أمت فالأمر إلي في العفو أو القصاص.. النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه، وان بقيت رأيت فيه رأيي.. يابني عبدالمطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمين.. ألا يقتلن إلا قاتلي، ان عشت فالجروح قصاص، وان مت فاقتلوه.. لكن احبسوه وأحسنوا'.
ثم طلب الامام أن يأتوه بابن ملجم، فجاءوا به فقال له:
أي عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلي
قال: فما حملك علي هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.
فقال الامام: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلقه؟
* * *
واستشهد الامام علي.. وكان له اثنتان وستون سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
وقد خطب ابنه الامام الحسن الناس بعد دفن أبيه وقال:
والله لقد مات فيكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ان كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليبعثه في بعث فيعطيه الراية، فما يرجع حتي يفتح الله عليه، يقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله ما ترك بيضاء ولا صفراء غير سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادما'.
ما يجري الآن علي أرض النجف، والدماء التي تسيل هناك ليل نهار حول مرقد الامام علي، وعشرات الدبابات والطائرات التي تقصف ضريح الامام، والتي أصابت جدرانه بالفعل، وأحدثت فيه أضرارا بالغة.. كل ذلك يذكرنا بالامام العظيم.. ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم، وزوج فاطمة الزهراء، ووالد الحسن والحسين..
لاشك أن مرقد الامام علي الذي تجري من حوله المذابح البشعة من قبل الحكومة العراقية وقوات الاحتلال، يثير الأسي.
فهذا المرقد ليس مقدسا بالنسبة للشيعة فقط، ولكنه أيضا مقدس بالنسبة لأهل السنة أيضا، فهو الذي قال فيه الرسول الخاتم:
'من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله.
ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله'.
وقال عنه أيضا:
أنا مدينة العلم، وعلي بابها'
و.. ما أكثر الأحاديث النبوية في مناقب الامام.
* * *
وأرض النجف لها تاريخ عريق.. فهي أرض ملوك الحيرة، وكانت علي عهدهم مليئة بالقصور والحدائق، والأديرة.
وقد أوصي الامام قبل رحيله كما يقول البعض أن يظل قبره مجهولا حتي لايكون عرضة لعبث العابثين.
ويقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي حفر عشرات القبور بحثا عن قبر الامام!
مهما يكن من شيء.. فقد اعتني هارون الرشيد بقبر الامام، ثم توالت عليه الاصلاحات حتي صار بالصورة التي هي عليه الآن.. وأصبح مكانا مقدسا لدي الشيعة.. كما أن كل المسلمين يكنون لهذا المكان الذي يضم جسد الامام الشهيد كل تقدير لأنه من آل البيت، وحب آل البيت فرض كما قال الامام الشافعي رحمه الله.
* * *
يا آل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
من لم يصل عليكم لاصلاة له
ولنعد إلي الوراء..
إلي أيام الامام علي بن طالب كرم الله وجهه..
فمواقفه مشهودة في أيام الرسول، فهو أول من أسلم من الصبيان، وهو أحد فرسان الاسلام الذين لهم مواقفهم التي لاتنسي في كل غزوات النبي عليه الصلاة والسلام.
ولكن عندما آلت إليه الخلافة، صادف متاعب لاتنتهي.
فقد حاربته السيدة عائشة وطلحة والزبير وانتصر عليهم في معركة الجمل، ورد السيدة عائشة مكرمة معززة إلي المدينة.
وحاربه معاوية بن أبي سفيان، ولم ينتصر عليه إلا بالخديعة، فقد كانت خدعة التحكيم هي التي أوهنت من جبهته..
فعندما واجه معاوية في معركة 'صفين' وكاد ينتصر عليه، أمر معاوية جنوده برفع المصاحف علي أسنة الرماح طلبا في التحكيم.. تحكيم كتاب الله.. ورغم أن الامام حذر أتباعه من هذه الخدعة، إلا أنهم أصروا أن يحكموا كتاب الله، واختار معاوية عمرو بن العاص، واختار الامام علي أبوموسي الأشعري، واتفق كلاهما علي خلع علي ومعاوية، وأعلن أبوموسي ذلك، بينما أعلن عمرو بن العاص تثيت صاحبه.. ومن هنا بدأت الفتنة تطل بوجهها من جديد.. واحتدمت المعارك بين علي ومعاوية، وكانت مشكلة الامام أن جيوشه تناقشه في كل شيء.. بينما كانت جيوش معاوية مطيعة طاعة عمياء، حتي ضاق الامام بهم ذرعا، بل أنه أخذ المصحف الشريف ووضعه فوق رأسه وقال:
: اللهم أنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه (يعني المصحف) فاعطني ثواب ما فيه..
اللهم إني مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني علي غير طبيعتي وخلقي، وأخلاق لم تكن تعرف لي..
اللهم فابدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني.
اللهم أمت قلوبهم موت الملح في الماء'.
إلي أي حد ضاق الامام بهم ذرعا! حتي أنه دعا عليهم.
* * *
ومن الذين حاربوه الخوارج، وقد حاربهم الامام وهزمهم في (النهروان).
وقد اتفق ثلاثة منهم علي قتل كل من علي ومعاوية وعمروبن العاص.
والثلاثة هم عبدالرحمن بن ملجم، والبرك بن عبدالله وعمروبن بكر.
الأول قرر قتل الامام علي
والثاني قرر قتل معاوية
والثالث قرر قتل عمروبن العاص
وكان عبدالرحمن بن ملجم قد اشتري سيفا، وظل يسقيه السم أربعين يوما..!
ونجح الأول في قتل الامام، وفشل الثاني في قتل معاوية، كما فشل الثالث في قتل عمروبن العاص لأن عمرو تخلف عن الصلاة، وأناب عنه في الصلاة (خارجته) الذي قتله الرجل ظنا منه أنه عمروبن العاص.. وجاءوا به إلي عمرو فقال له القاتل:
والله ما ظننته غيرك.
قال عمرو: أردتني وأراد الله خارجة.. وأمر بقتله وأما البرك بن عبدالله فقد تكاثر عليه حرس معاوية، ولم يصب معاوية إلا اصابة خفيفة.
* * *
كان عبدالرحمن بن ملجم قد رأي امرأة بالغة الجمال اسمها قطام.. وكانت من الخوارج.. وعند وقع في هواها عبدالرحمن بن ملجم، اشترطت عليه أن يكون مهرها ثلاثة ألاف، وعبد وقبنه (جارية) وقتل علي!
وكان الامام قد قتل أخاها وأباها يوم النهروان.
* * *
يقول الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوي في كتابه (علي امام المتقين):
وفي ليلة الجمعة التي توافق السابع عشر من رمضان، صبيحة ذكري غزوة بدر، أغلظت قطام لابن ملجم فاتهمته بالجبن، وبأنه استكان إليها ولن يضرب عليا، وكان قد تزوجها، فطالبته بانجازه وعده، فأفهمها أن موعده الليلة.
وكان في المسجد هو وابن عمها، وشبيب بعدما عصبتهم قطام بالحرير فجلسوا مقابل الباب الذي ألفي الامام أن يدخل منه.
وقبل أن يخرج الامام إلي الناس قال لابنه الحسن:
: يابني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر، فملكتني عيناي فنمت، فسنح (عرض) لي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت:
يارسول الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد (العوج والخصومة) فقال لي:
أدع عليهم.
فقلت:
اللهم ابدلني بهم من هو خير منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني'.
ثم خرج كعادته ليوقظ الناس ويناديهم: الصلاة الصلاة، ثم يؤمهم في صلاة الفجر، فلما خرج من المسجد زعق الأوز في وجهه، فحاول الناس اسكاتهن فقال:
ذرهن.. فانهن نوائح!
فلما دخل الامام المسجد، ضربه شبيب فأخطأه، وضربه عبدالرحمن بن ملجم علي رأسه وقال:
الحكم لله ياعلي لالك ولا لأصحابك!
فقال علي
فزت ورب الكعبة..! لايفوتنكم الكلب!
فتكاثر الناس علي ابن ملجم لعنه الله، وهو يطوح بسيفه، فرموا عليه قطيفة وصرعوه وقعدوا علي الصدر، أما الأخران فقد هربا في الزحام!
فقال علي ودمه ينزف من رأسه فيخضب لحيته، وقد أخذ أصحابه ابن ملجم:
: احبسوه فإن مت فاقتلوه ولاتمثلوا به، وان لم أمت فالأمر إلي في العفو أو القصاص.. النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه، وان بقيت رأيت فيه رأيي.. يابني عبدالمطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمين.. ألا يقتلن إلا قاتلي، ان عشت فالجروح قصاص، وان مت فاقتلوه.. لكن احبسوه وأحسنوا'.
ثم طلب الامام أن يأتوه بابن ملجم، فجاءوا به فقال له:
أي عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلي
قال: فما حملك علي هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.
فقال الامام: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلقه؟
* * *
واستشهد الامام علي.. وكان له اثنتان وستون سنة، وكانت خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر.
وقد خطب ابنه الامام الحسن الناس بعد دفن أبيه وقال:
والله لقد مات فيكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ان كان رسول الله صلي الله عليه وسلم ليبعثه في بعث فيعطيه الراية، فما يرجع حتي يفتح الله عليه، يقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله ما ترك بيضاء ولا صفراء غير سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادما'.